عندما كشفت شركة روكستار النقاب عن تحفتها الفنية Grand Theft Auto 5 في أكتوبر 2011، أشعلت فتيل حماس الملايين بتغريدة موجزة تحمل الوسم GTAV. وبعد شهر واحد فقط، وتحديدًا في نوفمبر من العام نفسه، أطلقت الشركة أول عرض رسمي يستعرض الشخصيات الرئيسية والمشاهد الآسرة من داخل اللعبة.
في يوليو 2012، بدأت تظهر أولى الصور التي تمنحنا لمحة عن عالم GTA V الشاسع، حيث تسربت لقطات حصرية كشفت عن شوارع مدينة لوس سانتوس النابضة بالحياة وصحاري مقاطعة بلين المترامية الأطراف. هذا التسريب زاد من شغف الجمهور لتجربة هذه البيئة التفاعلية والانغماس في حرية التجول التي اشتهرت بها سلسلة Grand Theft Auto.
وفي يوم 30 أكتوبر 2012، أعلنت روكستار رسميًا عن موعد إطلاق مبدئي للعبة، وحددته في ربيع عام 2013. آنذاك، وعدت الشركة اللاعبين بتجربة فريدة من نوعها في عالم الجريمة والعصابات على أجهزة بلايستيشن 3 و إكس بوكس 360.
كم مرة تم تأجيل GTA 5 قبل أن ترى النور؟
بينما كانت الأشهر الأولى من عام 2013 تمر ببطء على عشاق السلسلة الذين كانوا على أهبة الاستعداد لاستقبال اللعبة المنتظرة، فاجأت روكستار الجميع في أواخر يناير 2013 ببيان لم يكن في حسبان الكثيرين. تم الإعلان رسميًا عن تأجيل موعد إصدار GTA 5 إلى 17 سبتمبر 2013. بالنسبة للبعض، كان هذا الخبر بمثابة خيبة أمل مريرة، لكن بالنظر إلى النتائج النهائية، كان هذا التأجيل ضروريًا للغاية.
كشفت تسريبات داخلية وتقارير غير رسمية عن حاجة فريق التطوير إلى مزيد من الوقت لإجراء تعديلات حاسمة على محرك اللعبة، وتحسين جودة رسوم الوجوه، والارتقاء بمستوى الذكاء الاصطناعي لحركة الشخصيات غير القابلة للعب (NPCs) في عالم اللعبة الواسع. بناءً على ذلك، فضلت روكستار منح المطورين الوقت الكافي لتلميع كل زاوية من خريطة اللعبة الشاسعة وضمان تقديم تجربة لا تشوبها شائبة.
وعندما صدرت GTA 5 أخيرًا في سبتمبر 2013، قدمت للاعبين تجربة متكاملة وخالية تقريبًا من المشاكل التقنية الكبرى التي كانت شائعة في العديد من الإصدارات الأخرى في ذلك الوقت. بدا العالم حيويًا ومتفاعلاً بشكل ملحوظ، واصطفت سيارات المرور بواقعية مذهلة، بينما ظهرت تفاصيل المدينة الحيوية دون أي مشاكل في الرسومات أو الأداء.
خطة إطلاق Grand Theft Auto 5 الأصلية:
- إعلان الإصدار: ربيع 2013
- التأجيل الأول: إلى 17 سبتمبر 2013
- الإصدار الفعلي: 17 سبتمبر 2013 على PS3 و Xbox 360
من الواضح أن لعبة GTA 5 الأصلية شهدت تأجيلًا واحدًا فقط قبل إطلاقها الأساسي على أجهزة الجيل السابع. وقد أثبت هذا التأجيل أهميته القصوى في تحقيق مستوى الجودة الاستثنائي الذي اعتاد عليه اللاعبون من روكستار وسلسلة Grand Theft Auto.
قصة التأجيلات لم تنتهِ هنا: رحلة GTA 5 على الأجيال المختلفة
لم تتوقف قصة التأجيل عند هذا الحد. فبعد عام واحد فقط من الإطلاق الأصلي، أعلنت روكستار عن خطط لإصدار نسخة محسنة من اللعبة لأجهزة الجيل الجديد، بلايستيشن 4 و إكس بوكس ون، بالإضافة إلى نسخة خاصة للحاسب الشخصي (PC). كان من المقرر في البداية إطلاق هذه الإصدارات في خريف عام 2014، لكن سرعان ما تم تأجيلها إلى مارس 2015، قبل أن ترى النور أخيرًا في أبريل من ذلك العام.
ولم تكد تنتهي دورة الجيل السابق حتى بدأت روكستار في إعداد نسخة محسنة لأجهزة الجيل الحالي، بلايستيشن 5 و إكس بوكس سيريس X. تم الإعلان عن إصدارها في النصف الثاني من عام 2021، لكن اللاعبين اضطروا للانتظار حتى مارس 2022 للحصول على تجربة لعب محسنة بدقة عرض أعلى ومعدل إطارات أكثر سلاسة.
دروس مستفادة من تأجيلات GTA 5: الجودة قبل السرعة
ما يمكن استخلاصه بوضوح من هذه السلسلة من التأجيلات هو أن روكستار لا تتهاون أبدًا في إطلاق أي منتج قبل أن يصل إلى معاييرها الداخلية الصارمة للجودة. خطوة تأجيل GTA 5 الأصلية، على الرغم من أنها أثارت استياء البعض في البداية، إلا أنها مكنت الشركة من تقديم لعبة صمدت أمام اختبار الزمن لأكثر من عقد من الزمان وباعت عشرات الملايين من النسخ حول العالم. وبالمثل، فإن التأجيلات اللاحقة لإصدارات المنصات الأخرى مكنت فريق التطوير من تحسين الرسومات والأداء بشكل كبير على الأجهزة الأحدث، مما يضمن تجربة لعب مثالية.
واليوم، ومع الإعلان عن تأجيل لعبة GTA 6 إلى 26 مايو 2026، يشعر جيل جديد من اللاعبين بمزيج من الإحباط والترقب. لكن بالنظر إلى تجربة GTA 5، تعلمنا أن هذا الانتظار الإضافي قد يكون الضمان الأفضل للحصول على لعبة متقنة الصنع، تتمتع بعالم مفتوح ينبض بالحياة وخالٍ من الأخطاء التقنية الكبيرة التي قد تفسد التجربة. في النهاية، يبدو أن روكستار تفضل دائمًا الجودة على السرعة، وهو نهج أثبت نجاحه على مر السنين.