أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

آخر الأخبار

نشاط بركاني كبير يخالف التوقعات.. أرض الجليد والنار تدخل مرحلة جديدة


أجرت أيسلندا عمليات إخلاء للسكان في شبه جزيرة ريكيانيس، بعد أن ثار بركان كبير في المنطقة، وأثار علماء الجيولوجيا تخوفات من أن المنطقة دخلت مرحلة جديدة من النشاط البركاني، محذرين من أن الانفجار الحالي ربما يستمر لأسابيع، بسبب كمية الانصهار الموجودة في باطن الأرض.

وتعد أيسلندا موطنًا لـ33 نظامًا بركانيًا نشطًا، وهو عدد أكبر من أي دولة أوروبية أخرى، إذ تقع على سلسلة جبال منتصف المحيط الأطلسي، وهو صدع في قاع المحيط يفصل بين الصفيحة التكتونية الأوراسية والأمريكية الشمالية، ويسبب الزلازل والانفجارات البركانية.

تحذيرات من تغير الحمم لمسارها والامتداد تجاه المدن والقرى

وحذّر علماء البراكين من أن النشاط البركاني في المنطقة دخل مرحلة جديدة، إذ لم تنفجر البراكين في شبه جزيرة ريكيانيس، في الركن الجنوبي الغربي لأيسلندا، منذ ثمانية قرون حتى مارس 2021، عندما بدأت فترة النشاط الزلزالي المتزايد، إذ بلغت ذروتها في نوفمبر 2023، عندما ضربت المنطقة موجة من الزلازل بلغت أكثر من 200 هزة.

وتسبب ذلك الأمر في ظهور شق كبير، وتم إجلاء معظم السكان البالغ عددهم 4000 نسمة، ومنذ ذلك الحين، تم بيع جميع المنازل تقريبًا للدولة، وغادر معظم السكان، وشهدت المنطقة سلسلة من الانفجارات البركانية الكبرى، بين ديسمبر 2023 وديسمبر 2024.

دخان البركان يغطي عاصمة أيسلندا

ولم تشهد المنطقة أي نشاط زلزالي، منذ ذلك الوقت، إلا أن النشاط البركاني ظل مستمرًا منذ عام 2023، إلى أن بدأت فوهة سوندهانوكسجيجار بالثوران من جديد، وأظهرت لقطات كاميرات المراقبة نافورة طويلة من الحمم البركانية، التي امتدت عبر الشق، بحسب صحيفة الجارديان.

ودفع ذلك الأمر الحكومة الأيسلندية إلى عمليات إخلاء واسعة للسكان، إذ تم إخلاء قرية صيد وفندق يقع عند قاعدة البركان، بجانب 40 منزلًا كانت مأهولة بالسكان، عقب التحذيرات الكبيرة التي أطلقها العلماء من وجود تخوفات حول أن الثوران الحالي قد يكون أكبر بكثير من الأحداث السابقة.

الانفجار البركاني في أيسلندا

ويرجع ذلك، وفقًا لعلماء تحدثت معهم صحيفة "ميل أونلاين"، إلى تراكم كميات كبيرة من الصهارة تحت السطح، كون البركان لم يثور منذ نوفمبر الماضي، وهو ما جعل من الصعب التنبؤ بتحديد مدة استمرار الثوران، الذي يمتد من أيام إلى أسابيع في بعض الأحيان.

ويجعل ذلك الأمر من الصعب على العلماء أيضًا، توقع مسار التدفق، المعروف منذ 2300 عام، مُحذرين من امتداد الصدع جنوبًا باتجاه المدينة، لكن السيناريو الأكثر ترجيحًا بالنسبة لهم يكمن في أن الثوران الحالي لن ينتهي إلا بتسلل وخروج الصهارة من الداخل، وهو ما يتوقف على سؤال واحد حول كمية الصهارة الموجودة بالداخل.

مسار الحمم البركانية للبركان معروفة منذ 2300 عام

ولم يظهر البركان، وفقًا لمركز الزلازل الأيسلندي، إلا بعد أن بدأ نشاط زلزالي تحت الأرض، تبعه الثوران مباشرة، وعلى الرغم من عمق تلك الزلازل، إلا أن فرق الطوارئ في المنطقة تواصل الشعور بها حتى داخل المدينة نفسها، التي برزت مخاوف من تحرك الصدع إلى داخلها.

وتُعرف الجزيرة الواقعة في شمال الأطلسي بأنها أرض الجليد والنار، بسبب كثرة أنهارها الجليدية وبراكينها، وشهدت 11 ثورانًا جنوب ريكيافيك منذ عام 2021، وتجذب مئات الآلاف من السياح سنويًا لاستكشاف طبيعتها الوعرة، بما في ذلك السخانات المائية والينابيع الساخنة والبراكين.

صدى وطن
صدى وطن
تعليقات